يقال أن الشاطر من يتعلم من المرة الأولى ، والعاقل من لا يخطئ مرتين ، ومن لا يفشل أستاذ في مدرسة الحياة ... فهل يجانب ذلك شيئا من الصواب ..؟؟ الحياة مدرسة كبيرة نحن جميعا تلامذة مبتدئون في صفوفها ، و المتفوق فقط من لا يعرف الهزيمة لكن الفشل والإخفاق والخطاء كل أولئك موجود فيها دون شك فكل منا يخطأ مهم بلغ مستواه العلمي والعقلي ومهما علت مرتبته فليست هناك مدينة فاضلة كما أرادها أفلاطون .
وعلينا أن نعلم أن أخر تجارب الفشل هي أولى خطوات النجاح لكننا لا نعي تصنيف أحداث حياتنا فنحن بطبيعة الحال نخطئ فنكرر الخطاء وهذا أسوأ ما يكون فليس من العيب أن نخطئ لكن العيب أن نقع مرة ثانية وثالثة ومرات عديدة في الخطأ ذاته ، كما أننا أعتدنا نندم للحظات فقط ثم ننسى ما فعلناه وكأن ما مضى تجربة عدت ولم تعد تعنينا بأي حال من الأحوال .
فمن منا أحصى تجاربه الفاشلة ..؟؟؟ ومن منا استطاع أن يتجنب الفشل والإخفاق في مرات لاحقة ...؟؟ من يملك عزما وإصرارا يحاول مرة ، ومرة ، ومرات كثيرة حتى ينجح في نهاية الأمر وهذا شيء بديهي لكن ما نراه عند الغرب بالتحديد يمثل شي أخر إذ لا يمكننا أن نطبق مبدأ الغير علينا ولا يمكننا أن نقارن طبيعة حالنا بالآخرين فكما نرى أن هناك الكثير من الغرب من يحاول الانتحار ومن ينتحر حقا حينما يعتقد بأن حياته انتهت بمجرد تجربة فشل أو لحظة يأس فهناك غيرهم يصرون على النجاح وبلوغ غاياتهم ... وليس من الضرورة أن نحقق في اليوم الواحد عشرة إنجازات فواحد كفاية المهم أن نحس بأنه إنجاز حقيقي وأن ندرك قيمته على المدى البعيد .
وعلى البعض منا أن يدرك أهمية المحاولة فالقدرة على المحالة تعتبر إنجازا بحد ذاتها لذلك فإننا ملزمون أن نسلك طريق المحاولات فمن لا يحاول يظل دائما في أخر الطابور .
في هذا المقام أتذكر المقولة الرائعة وربما تعتبر حكمة سائدة عند أحد الشعوب لكنها ُتعبر بصدق عن حقيقة ما أقول ((جميعنا نبتدئ من نقطة الصفر فليس هناك من يبتدئ من الصفر وهناك من يبتدئ من القمة لكن هناك من يصعد حتى يصل أعلى درجة وهناك من يظل واقفا في أسفل القاع )) .
وهذه حقيقة لا خلاف عليها فهناك حقا من استطاع أن يجعل من نقطة البداية محطة أولى لم يطل البقاء فيها وهناك من يجعل البداية نهاية فظّل كما هو دون أن يحقق شيئاً ... هذا دافع لنا جميعا أيها القراء بالأخص الطلبة والباحثين عن العمل الذين يعبرون طرقا متعددة ومراحل مختلفة حيث عليكم أن تتخذوا من المحاولات بابا جديدا في حياتكم ومشوارا حيث طريقه عبارة عن تجارب محفوفة بالكثير من المعوقات... أنا لا أقول أطرقوا كل أبواب الفشل لكنني أقول لكم حاولوا أن تخوضوا تجارب عديدة حتى لو فشلتم ستتعلمون من أخطائكم يوما .. ولمن كان يتمنى أن يحقق حلم حياته بدراسة تخصص معين لكن الأقدار أتته عكس ذلك ، أو يحلم بتحقيق عملا مميزا ولكن مشيئة الله أحالت إلى دون ذلك طبعا لخير أراده الله لكم ... من هنا أقول لكم حاولوا أن تتأقلموا على الأوضاع الذي انتم عليه فربما هذا بداية نجاح الحلم .
ومما لا شك فيه فنحن بشر نخطئ مرات ونصحح أخطائنا مرات عديدة .
ملاحظة : تم اقتباس من مقال للكاتبة العمانية ليلى العامرية .